أخبار محلية

الدمج من أهم أدوات تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة

بقلم الدكتور  فاروق شاهين رئيس مركز شاهين لفرسان التحدي للتدريب والتعليم لذوي الهمم

يُعدّ ذوي الاحتياجات الخاصة جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع، فهم أفراد يمتلكون قدرات وإمكانات متنوّعة تتطلّب وعيًا أعمق وبيئة داعمة تضمن لهم حياة كريمة ومشاركة فعّالة في مختلف مجالات الحياة. ولا يُقاس تقدّم الأمم ورقيّها إلا بمدى احترامها لحقوق هذه الفئة وحرصها على دمجها بصورة عادلة وإنسانية.

مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
يُطلق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة على الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو حسية أو ذهنية أو نفسية، سواء كانت خلقية أو مكتسبة، بما يؤثر على قدرتهم على أداء بعض الأنشطة اليومية بشكل مستقل، ويستدعي توفير وسائل دعم وتهيئة خاصة تساعدهم على الاندماج والاعتماد على الذات.

حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
أكدت القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية على حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بوصفها حقوقًا أصيلة لا تقبل التمييز، ومن أبرزها:

الحق في التعليم المناسب دون تفرقة

الحق في الرعاية الصحية المتكاملة

الحق في العمل وفق القدرات والإمكانات

الحق في الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية

الحق في الاحترام وتكافؤ الفرص

دور الأسرة والمجتمع
تضطلع الأسرة بدور محوري في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة نفسيًا ومعنويًا، عبر القبول والتشجيع وتنمية المهارات وبناء الثقة بالنفس. كما يتحمّل المجتمع مسؤولية أساسية في توفير بيئة خالية من التمييز، وتسهيل الوصول إلى المرافق العامة، ونشر ثقافة الوعي والتقبّل.

ويأتي دور مركز شاهين فرسان التحدي
حيث يبرز مركز شاهين فرسان التحدي كنموذج رائد في دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعمل على اكتشاف قدراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال برامج تدريبية وتأهيلية متكاملة، تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الذات ودمجهم في المجتمع بصورة إيجابية. كما يسهم المركز في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية تقبّل الاختلاف والإيمان بقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعكس رسالة إنسانية سامية ودورًا وطنيًا فاعلًا.

التعليم والدمج
يمثّل التعليم الدامج أحد أهم الأدوات لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة،إذ يسهم في تنمية قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. كما يساعد الدمج في المؤسسات التعليمية على كسر الحواجز النفسية والاجتماعية، وترسيخ قيم التعاون والتفاهم بين جميع أفراد المجتمع.

واجبنا تجاههم
لا يقتصر واجبنا تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة على التعاطف، بل يتجاوز ذلك إلى التمكين الحقيقي، ودعم المواهب، وإتاحة الفرص للإبداع والإنجاز، فهم قادرون على العطاء متى أُزيلت العوائق من طريقهم.

وفي نهاية الحديث نستطيع ان نقول
إن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا عبئًا على المجتمع، بل طاقات كامنة تستحق الإيمان بها واستثمارها. وبالوعي والعمل المشترك، وبجهود مؤسسات متخصصة مثل مركز شاهين فرسان التحدي، يمكن بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنسانية، تتكافأ فيه الحقوق وتترسّخ فيه قيم المساواة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى