الصحف الأمريكية: القضايا الاقتصادية تتشابك مع السياسة فى مصر بما يؤثر

واشنطن بوست:
فشل مليونية رفض الثلاثاء يشير إلى تلاشى قوة الاحتجاجات
اهتمت الصحيفة برصد ضعف المشاركة فى مليونية أمس الثلاثاء لرفض الاستفتاء على الدستور، وقالت تحت عنوان” احتجاجات المعارضة فى مصر تفشل” إن دعوة المعارضة لاحتجاجات ضخمة ضد الدستور قد جاءت برد فعل عكسى مع إقبال بسيط للمشاركة فيها، مما أجبر قادة المعارضة على الاعتراف بأنهم أخطأوا فى دعوة أنصارهم للنزول إلى الشوارع.
ونقلت الصحيفة تصريحات المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطنى حسين عبد الغنى التى قال فيها “إننا أربكنا شعبنا اليوم، وكان هذا خطأ، ونعترف به”.
ورأت الصحيفة أن فشل المليونية يشير إلى تلاشى قوة الاحتجاجات بعد عامين من المظاهرات التى لم تتوقف تقريبا والتى بدأت مع ابتهاج استمر 18 يوما أثناء ثورة 25 يناير، لكن تحولت منذ هذا اليوم إلى اقتتال داخلى مرير بين الحلفاء السابقين. كما أن ضعف الإقبال على المظاهرات أمس يشير إلى خيارات صعبة أمام المعارضة الفضفاضة التى تضم ليبراليين ويساريين وعلمانيين ومسيحيين يعارضون الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الأمس جاءت بين جولتى التصويت على دستور مصر، وكانت الجولة الأولى قد انتهت بموافقة حوالى 57% وفقا لإحصاء صادر عن جماعة الإخوان المسلمين. ومن المتوقع أن تسفر الجولة الثانية عن هامش أوسع لصالح الدستور.
ذات أتلانتك:
القضايا الاقتصادية تتشابك مع السياسة فى مصر بما يؤثر على مستقبلها
انتقدت مجلة “ذات أتلانتك” اهتمام وسائل الإعلام الدولية بالأزمة السياسية الأخيرة فى مصر ومحاولة الرئيس محمد مرسى تعزيز سلطاته بشكل أكبر بكثير من الاهتمام بمشكلة مهمة للغاية تتعلق بالأزمة الاقتصادية المتفاقمة فى مصر من ثورتها قبل عامين.
وترى المجلة أن الطريقة التى تتعامل بها مصر مع القضايا الاقتصادية تتشابك بشكل عميق مع المسائل السياسية البارزة ولها آثار كبيرة على المستقبل، فنقص الفرص الاقتصادية كان أحد أهم الأسباب وراء ثورة مصر.
وتحدثت الصحيفة عن المشكلات الاقتصادية الكثيرة التى تعانى منها مصر بدءا من انخفاض النمو وارتفاع البطالة وارتفاع معدلات التضخم وضعف الاستثمار الأجنبى وتراجع الاحتياطى الأجنبى وزيادة نسبة الفقر فى البلاد.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن المشكلة الأساسية التى تواجه مرسى منذ انتخابه هو الاختيار ما بين إصلاح اقتصاد السوق من ناحية، وتعزيز النمو وفرص العمل واقتصاد القيادة والسيطرة من ناحية أخرى، وهذا الأخير ينص على دعم الأساسيات مثل الطاقة والسلع الغذائية كالأرز والخبز والسكر.
وترى الصحيفة أن عملية الإصلاح الاقتصادى فى ظل حكومة مرسى لم تشهد سوى دورة قصيرة. ولعل تأجيل قرض صندوق النقد الدولى من شأنه أن يبطئ من المساعدات الأخرى القادمة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، فى حين أن هذه المساعدات ستدعم قدرة الحكومة على تأمين الدعم لها فى المجتمع المصرى المجزأ.
وحتى الآن، تتابع الصحيفة، فإن هذا يجعل الاقتصاد المصرى متجه نحو الانخفاض المستمر مع احتمالات تخفيض قيمة العملة والتى سترفع أسعار السلع المستورة وتؤدى إلى استشراء الفساد.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن التركيز الإعلامى فى مصر ينصب على القضايا السياسية والدستورية. إلا أن الصراعات وحالة الشكوك المتعلقة بالدستور والسياسة منذ الثورة يقابلها صراعات وشكوك أكثر فى السياسة الاقتصادية. و يتحدد مستقبل التحول العربى الذى بدأ العام الماضى بقدر ما إذا كانت الأزمة الاقتصادية فى مصر ستنتهى وكيف سيحدث ذلك حتى لو لم يرض الجميع.
الأسوشيتدبرس:
الخارجية الأمريكية توبخ إسرائيل على بناء وحدات إستيطانية جديدة على الأراضى الفلسطينية
ذكرت وكالة الأسوشيتدبرس أن إدارة الرئيس باراك أوباما وبخت إسرائيل بسبب الموافقة على بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة فى القدس الشرقية، مشيرة إلى أن استمرار بناء المستوطنات يثير التساؤلات بشأن التزام إسرائيل بمحادثات السلام ودولة فلسطينية منفصلة مستقلة.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية خلال المؤتمر الصحفى للوزارة الثلاثاء: “نحن نشعر بخيبة أمل عميقة حيال إصرار إسرائيل على الاستمرار فى هذا النمط من الأعمال الاستفزازية”.
وترى الوكالة الأمريكية أن هذا التوبيخ القاسى غير المعتاد لأقرب حليف للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، يكشف عن شكوك عميقة حول ما إذا كانت قيادة كل من إسرائيل والفلسطينيين فى الضفة الغربية لديهم رغبة فى العودة إلى محادثات جوهرية.
وأشارت نولاند قائلة: “هذه الإعلانات المتكررة وخطط البناء الجديدة تتعارض مع قضية السلام فى المنطقة”. وأضافت أن قادة إسرائيل يقولون باستمرار أنهم يدعمون الطريق نحو “حل الدولتين”، لكن هذه الأعمال تضع هذا الهدف فى خطر جديد.
وكانت لجنة تخطيط سكنى إسرائيلية قد أعطت الموافقة المبدئية، الاثنين، على بناء منازل إضافية فى مستوطنة رامات شلومو، وهو مشروع حساس جدا على الأراضى التى احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967 وتعتبر حاسمة لقيام دولة فلسطينية حقيقية.
غير أن الخطط تبدو بشكل واضح أنها ردا على نجاح الفلسطينيين الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولتهم.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: “نحن لسنا فى دائرة جيدة، نحتاج إلى كسر هذه الدائرة، وإنهاء الأعمال الاستفزازية، وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات”.
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن تجديد المشروع ضد الانتقادات الدولية الثلاثاء وقال للأسوشيتدبرس: “إن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وسنواصل البناء هناك”.
وقال مسئولون إسرائيليون، الثلاثاء، إنهم سيبدأون استعراض خطط لبناء 4500 وحدة استيطانية جديدة فى اثنين من المناطق الأخرى فى القدس.
وتنظر الولايات المتحدة وحكومات أخرى كثيرة إلى المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية بأنها عمل غير شرعى، لكن الولايات المتحدة لا تين إسرائيل علنا.
فورين بوليسى:
البرادعى: النظام الحالى على غرار سلفه بلطجية.. واشنطن تتحمل مسئولية إدانة تزوير الاستفتاء لكى لا تتورط مع نظام استبدادى
انتقد الدكتور محمد البرادعى، منسق جبهة إنقاذ الثورة، صمت الولايات المتحدة إزاء النزعات الاستبدادية المتزايدة لدى جماعة الإخوان المسلمين. مشيرا إلى أن سياسات واشنطن تجاه مصر هى تكرار لما كانت عليه فى عهد مبارك، عندما تركت للنظام السابق حرية التصرف حول حقوق الإنسان طالما أنه يحمى مصالحها فى المنطقة.
وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام، فى لقائه مع مجلة فورين بوليسى: “مسئولو الإخوان يستخدمون نفس اللغة التى استخدمها مبارك بشأن الاستقرار. فكلهم بلطجية.. يستخدمون نفس التكتيكات”.
وأضاف: “هناك على الأقل ما قرأتموه حول ميليشيات الإخوان الذين قتلوا المتظاهرين فى اشتباكات أمام قصر الاتحادية. إنهم يستخدمون نفس تكتيكات نظام مبارك، مع فارق اللحية”. وتساءل: “نعم تم انتخاب مرسى ديمقراطيا.. لكن هل هذا يعطيه الحق ليتحول إلى ديكتاتور؟”.
واستنكر ملهم ثورة يناير النتائج غير الرسمية التى أعلنها قادة الإخوان المسلمين بشأن الموافقة على الدستور فى المرحلة الأولى من الانتخابات بنسبة 56.5% من الأصوات، مؤكدا وجود عمليات تزوير ضخمة. وقال إنه لو كانت عملية الاستفتاء حرة نزيهة لكنا شاهدنا اكتساح التصويت بـ “لا”.
وحمل البرادعى إدارة الرئيس باراك أوباما، مسئولية إدانة مثل هذه الانتهاكات لتجنب الاتهام بالتواطؤ مع نظام استبدادى فى مصر، وقال: “بصراحة، ما نراه هو رد فعل صامت للغاية خاصة من قبل الولايات المتحدة، وأضاف: “المصريون يشعرون بخيبة آمل بالغة.. إنهم يرغبون من الأمريكان وغيرهم، أن يضعوا أموالهم وفق ما يكون كلامهم، وهذا لا يحدث”.
وأشار إلى أن المعارضة جمعت أدلة واضحة على انتحال بعض ممن أشرفوا على الاستفتاء لصفة قضاة، بالإضافة إلى منع أقباط من التصويت فى عدد من مراكز الاقتراع، ومع ذلك فإن فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تجنبت إبداء رأيها فى هذه المخالفات خلال المؤتمر الصحفى، الاثنين، واكتفت بالقول إن “الولايات المتحدة لن تعرب عن رأيها حتى انتهاء عملية الاستفتاء”.
وقالت فورين بوليسى إن المعارضة المصرية تواجه مرحلة الحياة أو الموت، فإنها باتت موضع هجوم لرئيس يعاديها، كما أنها مهددة من قبل مسودة دستور لا تحمى حقوق الإنسان الأساسية، هذا علاوة أن غير الإسلاميين معرضون لخطر التهميش فى الحياة السياسية.
وسواء استطاعت المعارضة إجهاض هذا الدستور أم لا، يؤكد البرادعى فإنها استطاعت تحقيق زخم سياسى من خلال قدرتها على حشد أكثر من 40 % من الأصوات فى الجولة الأولى للتصويت بـ “لا”. وأرجع هذه المكاسب إلى قرارات مرسى الخاطئة، وعلى رأسها الإعلان الدستورى الديكتاتورى.
وأوضح أن المصريين صوتوا ضد جماعة تسعى للاستيلاء على السلطة، فيما لم تحقق أى تقدم على صعيد 90% من القضايا التى تهم المصريين. مشيرا إلى عدم إحراز أى تقدم فى قضية الغذاء والرعاية الطبية والتعليم والسكن منذ أن تولت الجماعة الحكم.
وحذر البرادعى أن الخطر الرئيسى الذى يداهم مصر من خلال هذا الدستور هو فشله فى إيجاد أرضية مشتركة بين العديد من الجماعات المختلفة فى مصر، وهو ما سيقود البلاد إلى مزيد من عدم الاستقرار فى المستقبل.
وأشارت المجلة إلى أن هناك أكثر من فرصة تلوح فى الأفق للبرادعى ورفاقه لوقف هيمنة الإخوان المسلمين، وأوضحت أن الانتخابات البرلمانية التى ستجرى عقب تمرير الدستور تمثل فرصة، إذ أن السؤال الذى يلح الآن هو ما إذا كانت المعارضة قادرة على بناء تنظيمها فى وقت التصويت وتحقيق أكثر مما هو انتصار معنوى.
وختمت بقول البرادعى: “إنه تحد كبير.. الكثير من ذلك يقع على الإدارة والهيكل وكيفية الوصول إلى القاعدة الشعبية وكذلك التمويل”.
وفى رده عما إذا كانت المعارضة يمكنها تحقيق أغلبية قال: “نعم نحن نستطيع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *