«الحمى القلاعية» موت للمواشي.. وخراب بيوت لأصحابها
هياكل عظم ممصوصة مكسوة بالجلد، وعيون واهنة أعياها المرض المميت.. أجسام
محمومة ساخنة ورؤوس تغلى بالسقم، والتهابات تأكل الباطن قبل الظاهر فتنهش
فى الضروع والألسنة. لم تعد الأنعام زينة بعدما فتك وباء «الحمى القلاعية»
بها دفعات دفعات، صارت جثث الأنعام وجبة لدود الأرض وأكوام لحم لمياه
الترع، خسائر بالملايين لأصحابها، لتصطبغ المحافظات بالسواد بعد أن اتسعت
دائرة البؤر المرضية لتضم المنيا والمنوفية والغربية ومحافظات مصرية أخرى
لم تفصح عن نفسها بعدُ. مع قدوم الشتاء، يسنّ وباء الحمى القلاعية أنيابه
استعداداً للانقضاض على المواشى المصرية التى تعترف مديريات الطب البيطرى
بأن سوادها العظيم سيصير فريسة لينة لأنها لم تُطَعَّم بالأمصال واللقاحات
الوقائية ضد المرض. «الوطن» تنقلت بين محافظات فى الوادى والدلتا، استمعت
إلى الفلاحين المنكوبين فى مواشيهم، حاورت مسئولى الطب البيطرى الذين ينفون
مسئوليتهم، ملقين بالتهمة على الفلاحين، وما بين الطرفين تظل الثروة
الحيوانية فى مصر مهددة بالفناء ما لم يتحرك أحد وينقذ ما يمكن إنقاذه.