أبوظبي تستعد لافتتاح أكبر سجن بلا حراس
تخطط إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في أبوظبي لإحداث ثورة جديدة في إدارة المصالح العقابية، إذ تستعد لافتتاح أكبر مؤسسة عقابية في الإمارة تمكن السجناء من قضاء مدة عقوبتهم كاملة دون الاحتكاك مع أي حارس.
وقال العقيد محمد سيف مطر الزعابي مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في أبوظبي، لصحيفة “ذا ناشيونال” المحلية، أن الغرض من السجن يجب أن يكون إعادة التأهيل وليس العقاب، ولذلك تخطط الإدارة لإحداث ثورة جديدة في نظام الإصلاح يقطع علاقة السجين بالحارس، ويربطه مباشرة بعاملين اجتماعيين مأهلين.
وقال الزعابي، أن الإدارة اكتشفت بأن السجناء يعتبرون الحراس أعداءً حتى بعدما يتم إطلاق سراحهم، “نحن نحاول الاتصال بهم للمتابعة أو تقديم خدماتنا، ولكنهم يتحسسون من الموضوع فهم لا يحبذون اتصالات الشرطة، ولذلك فسنلغي أي اتصال بين الحراس والسجناء. وبدلا من ذلك سيعمل مختصين اجتماعيين وعلماء نفس والمستشارين والعاملين في المجال الطبي جنبا إلى جنب للتواصل مع السجناء بشكل يومي، من لحظة دخولهم السجن حتى مغادرتهم.
وقال الزعابي أن السجين سيدخل ويخرج من المؤسسة الإصلاحية دون أن يرى أحدا من حراس السجن الذين سيكونون متواجدين “خلف الكواليس” ويطلب منهم التدخل عند الضرورة فقط- حسبما نشر البيان .
وأوضح أن هناك أكثر من 600 موظف مدرب تدريبا عاليا متاحاً على مدار الساعة، وسوف يجرون جلسات يومية مع السجناء، بحيث يمكن للعمال الاجتماعي امتصاص غضب السجين أو معالجة الإحباط الذي يعاني منه فهم الأشخاص الأكثر تأهيلا لمهمة إعادة الإصلاح”، وعملهم جنبا إلى جنب مع علماء النفس سيكون أكثر نجاعة لتحديد المشاكل الأساسية والمساعدة في حلها.
وذكر الزعابي أن السجناء هم بشر مثلنا وقد لا يفهم الآخرون مدى الخوف والقلق الذي يشعرون به عند دخولهم المؤسسة، ورؤية مجموعة كبيرة من الحراس وأفراد الشرطة يزيد من خوفهم وقلقهم. وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا للوصول إليهم وإشراكهم في البرامج التأهيلية لدينا. ولذلك سيهتم الأخصائيين الاجتماعيين بالعمل مباشرة معهم لأنهم أدرى بكيفية التعامل مع هذا الإحباط والسلوك العدواني وسبل علاجه.
وقال الزعابي: السجن الجديد سيكون الأكبر في الإمارة، ويتسع لـ 5500 سجين، أردنا أن يكون هناك سجن مركزي واحد لإمارة أبوظبي بدلا من العديد من المرافق الإصلاحية إذ هناك حاليا خمس مرافق لإعادة التأهيل في الإمارة، وجمعها تحت سقف واحد سيقلل التكاليف كما سيتيح لنا الفرصة لتقديم أفضل الخدمات للنزلاء، وستكون جميع مواردنا متوفرة في مبنى واحد حتى يستفيد منها الجميع.”
هذا المشروع هو الآن في مراحله النهائية، وسيتم افتتاحه في المستقبل القريب.