مثقفون يضعون كشف حساب لحكومة الببلاوى ويرسمون خارطة لمستقبل الثقافة
قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، فى إطار وضع كشف حساب لحكومة الببلاوى المستقيلة، ظهر اليوم، إننا لن نكون ظالمين لو وصفنا حكومة الببلاوى بأنها لم تفعل شيئا خلال فترتها المؤقتة، مؤكدا تعاطى الحكومة بمنتهى السلبية مع الأزمات الكثيرة التى حاصرت الشعب المصرى بعد 30 يونيو.
وأضاف رمضان فى تصريحاته لـ”امل مصر” أن حكومة الببلاوى نجحت فى إحراق بعض الممثلين للقوى الثورية مثل كمال أبو عيطة وزياد بهاء الدين وحسام عيسى وأردتهم أوراقا محروقة بعد أن عولت عليهم القوى الثورية كثيرا.
وعن الأسباب غير الواضحة إعلاميا حول استقالة الحكومة قال رمضان “إنهم يشغلوننا ويشتغلون علينا، فاستقالة الحكومة وإعادة تشكيل حكومة جديدة جاءت بسبب رغبة السيسى فى الاستقالة للترشح للانتخابات الرئاسية”.
وعن أداء وزير الثقافة السابق فى الحكومة المستقيلة صابر عرب، قال رمضان، إن “عرب” هو الوزير الذى لا يحمل همَّ وزارة الثقافة فى مصر، فلم يكن يكلف رئيس الوزرء أى أعباء تتعلق بملف الثقافة ولا خدمة وتطوير الوزارة، وهو بالتالى وزير محبوبا ومريحا لرئيس حكومته.
ووصف رمضان “عرب” بالوزير الاحتياطى الدائم مرجحا أن يكون ضمن التشكيل الوزارى الجديد، موضحا أنهم لن يجدوا أفضل منه إذا كانوا يريدون وزيرا لا يزعجهم بأى مطلب.
واعتبر رمضان المهمة التى انشغل بها “عرب” بعد عودته للوزارة بعد 30 يونيه هو أن يكافئ كل الذين اعتصموا بوزارة الثقافة للإطاحة بوزير ثقافة الإخوان والمطالبة بعودة عرب وزيرا للثقافة، قائلا “عرب خصص ميزانية وزارة الثقافة لخدمة هؤلاء فهم الذين وزعت عليهم مناصب وزارة الثقافة وهم الذين دخلوا اللجان وهم الذين أخذوا الجوائز بمعرض الكتاب وجوائز وزارة الثقافة فى الفروع المختلفة”.
وقال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى نحن المثقفين نريد من وزير الثقافة القادم أن يرجعها لمسيرتها الأولى عند تأسيسها فى 1958، وأن تقدم لنا تقرير عما حققته ولم تحققه وأيضاً نريد أن تشير وزارة الثقافة إلى ما يمكن أن تتخلص منه وما يجب أن تحتفظ به.
وأوضح حجازى أنه آن الأوان أن نعرف أن الثقافة فى الأصل عمل المجتمع وليس عمل الدولة، فالدولة عليها أن ترعى الثقافة ولا تنتج الثقافة، وتشجع المجتمع المدنى أن يعمل بالثقافة وتوفر لها ما تحتاج من منابر وأدوات وخبرات.
وأشار حجازى إلى أن فكرة استيلاء الدولة على كل مؤسسات ومنابر الثقافة فهذا لا يفيد ويحول المثقفين إلى موظفين، مضيفاً يجب أعادة النظر فى دور المجلس العلى للثقافة لأنه بوضعه الحالى لا يقدم شيئا إلا أن يجتمع مرة كل عام لتوزيع الجوائز، ويجب أن يكون هناك برلمان للثقافة يخطط للثقافة ويرسم لها سياستها الأساسية وعلى وزارة الثقافة التنفيذ.
وأضاف حجازى أنه على وزير الثقافة القادم أن يتخلص من المؤسسات التى من الممكن أن تقوم بدورها مؤسسات أخرى فى المجتمع المدنى، وفى المقابل تبقى ما يعجز المجتمع المدنى عن القيام به مثل المسرح القومى ودار الأوبرا وأكاديمية الفنون والهيئة العامة لقصور الثقافة وكذلك الهيئة العامة للكتاب على أن تختص الأخيرة بنشر مالا يستطيع الناشر الخاص نشره.
وفى السياق نفسه قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إنه إذا حدث وتغير وزير الثقافة نتمنى أن المثقفين كنخبة فاعلة يكون لها دورها فى تيسير حركة العقل فى الدولة وأن يكون شعار الوزارة القادمة الشعارات التى رفعها أمثال لطفى السيد وطه حسين وسلامة موسى هؤلاء المستنيرون المصريون.
وأوضح الكفراوى أن المثقفين يريدون أن تواجه الثقافة فى المستقبل فساد طائفة وأن لا يتحول الفساد إلى ثقافة مثلما حدث فى الفترة الأخيرة، ونريد أيضا الثقافة أن تصل لعموم الشعب وأن يكون الهدف من وجود رجل لإدارة الدولة أن يكون صاحب شخصية وأن يكون قادراً على الفعل والتغيير.
وأضاف الكفراوى أن المثقفين لديهم حلم بأن تكون الثقافة سؤالا لدى الجماهير بالتزام المثقفين بالعمل على توصيل ثقافة جيدة للناس والدفاع عن قيم الاستنارة والعقل والدفاع عن القوة الناعمة التى خسرتها مصر فى فترة الثلاثين عاما الماضية فخسرت دورها فى المنطقة العربية والأفريقية.
وأشار الكفراوى إلى ترشيح كل من الدكتور جابر عصفور، وشاكر عبد الحميد خلفاً للدكتور صابر عرب فى حال مغادرته للوزارة.
ومن جانبه قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، إن الدكتور صابر عرب قد بذل جهداً كبيراً فى تلبية طموحات المثقفين وفعل ما يستطيع أن يفعله فى ظل ظروف قاسية.
وأوضح أبو سنة، أنه سيقدم مشروعا للوزير القادم مفاده وضع مجالس للتنسيق بين عدد من الوزارات التى تعنى بجوانب الثقافة والقيم الأخلاقية والفكرية مثل وزارة التعليم والبحث العلمى والأوقاف والإعلام، للمساعدة فى إنشاء مجالس ثقافية تعمل على النهوض بمشاكل الأقاليم، التى تعانى من التهميش على المستوى الإعلامى.
وأكد أبو سنة ضرورة إنشاء تلك المجالس لنشر التوعية والنهوض بجميع المحافظات، مضيفاً وقد يفرز ذلك رؤية عميقة وجادة لنشر الوعى الثقافى.
وحول ترشيحه لمن يكون خلفاً بالدكتور صابر عرب قال على الحكومة الجديدة أن تحسن الاختيار فى الوزير القادم لقدرته على تجاوز الصعوبات ويعمل مع المثقفين بطريقة جادة ومضيفاً من جانبى أريد استمرار الدكتور صابر عرب كوزير للثقافة.