منوعات ومجتمع

القاهرة تتحول من “أجمل مدينة” للأسوأ فى العالم بالذكرى الـ45 لألفيتها

شوارع وأزقة ربطت بين أحياء وعوالم صغيرة داخل مدينة واحدة ترى على وجهها التاريخ بكل ألوانه، هى “قاهرة المعز” وحكاية حضارة ووجه آخر من وجوه مصر، وشاهد باقى على ملامح زهوها وانكسارها.

ذكرى الاحتفال بألفيتها منذ 45 عاماً كاملة فصلت بين مدينة من أجمل مدن العالم ومدينة أخرى سيطر مشهد الفقر والفوضى على ملامحها، هى الذكرى التى تفتح باب الحسرة على حال المدينة التى حصلت يوماً على لقب أجمل مدينة فى العالم فى ثلاثينيات القرن الماضى، خرجت فيه القاهرة بأجمل صورها فى روايات “محفوظ” التى وصفت أحياءها العريقة من الحسين للسيدة وباب الشعرية والدرب الأحمر والسكاكينى ووسط البلد التى اختفت معالمها بين زخم الفقر وصخب الباعة الجائلين وأزمة القمامة والمرور وغيرها من الأزمات التى تستقبل بها القاهرة الاحتفال بذكرى ألفيتها. 

أكبر مدن أفريقيا والشرق الأوسط، بلد الآلف مئذنة، أكبر تعداد للسكان بين مدن العالم، سهر ليالى الحسين ومقاهى وسط البلد، ومشربيات ومعمار آثرى اختفت خلف غبار الزمن.. هى حالة القاهرة العريقة اليوم بعد45 عاماً من زهور عصر “القاهرة 30″، داخل شارع الفن وميدان العتبة وأزقة وسط البلد يمكنك لمس ما شهدته المدينة الكبيرة فى صبر من علامات تحول فى تاريخها وجمالها، أما بالنسبة لأحياء القاهرة التاريخية التى حصلت منها “القاهرة” على طابع خاص بها من المعمار منذ زمن الفاطميين إلى زمن البشوات فحدث ولا حرج، جولة صغيرة بشارع المعز وحى الحسين تؤكد لك ما وصلت إليه حال أعرق مبانى العالم التى اختفت خلف علامات الإهمال تارة والنسيان وتارة أخرى. 

“من أجمل بلد فى العالم لأسوأ بلد فى العالم”.. هكذا وصف “سمير غريب” رئيس جهاز التنسيق الحضارى حال القاهرة فى ذكرى الاحتفال بألفيتها، بصوت حزين لا يخلو من حسرة على حال المدينة التى يحفظ تفاصيلها جيداً قارن “غريب” بين القاهرة 30 والقاهرة عام 2014 قائلاً: لم تعد القاهرة هى المدينة التى حصلت يوماً على لقب أجمل مدينة فى العالم، الأزمة الحقيقة فيما وصلت إليه الحالة ليست فى احتفاء المعالم التراثية، ولكن فى تغير السلوك الحضارى عند المصريين، قديماً اكتسبت القاهرة عظمتها وجمالها من السلوك المتحضر لسكانها، أما اليوم فالفوضى وغياب القوانين هى السمة الغالبة على المشهد بالكامل، وخاصة فى الثلاث سنوات الأخيرة التى عانينا من تفاقم سريع فى مشاكل أعاقت بين وجود حلول عملية لإنقاذ جمال القاهرة.

يكمل “غريب”: الباعة الجائلين، المرور، النظافة، إهمال المناطق الأثرية، ملامح الفقر فى الأحياء القديمة، وكارثة العشوائيات هى أبرز مشاكل القاهرة التى أخذت فى التفاقم طوال الخمسين عاماً الأخيرة التى فصلت بين الاحتفال بألفيتها وبين حالتها اليوم، لا يمكن عودة القاهرة الجميلة سوى بعودة السلطة أولاً ثم أخلاق المواطنين ثانياً، إلى جانب ثورة تصحيح للذوق المصرى العام. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى