اكتشاف آلية لدى القرود تمكنها من استشعار ثعابين مفترسة
نجح علماء أمريكيون متخصصون في مجال الأعصاب باكتشاف سر إمكانية القردة في استشعار الثعابين وبسرعة. فقد اكتشف المختصون أن هذا السر يكمن في خلايا المخ العصبية. انطلق العلماء في بحثهم من أن الثعابين تفترس أصنافا معينة من الثديات، مما يجب أن يؤدي إلى تنمية قدرات الأخيرة الطبيعية بحيث يتكون لديها “جهاز إنذار” مبكر يحذرها ويحول دون وقوعها ضحية للزواحف المتوحشة. كان العلماء على قناعة بأن تطور كهذا يجب أن يحدث في منطقة المهاد، أو الـ “ثلاموس”، وهي المنطقة التي تقع في الجزء الأكبر من الدماغ البيني، أي الجزء المسؤول عن تحليل المعلومات الأولية التي تصل إلى المخ عبر الحواس، فقرر فريق من العلماء تحت إشراف لين إيسبيل بالتحقق من ذلك. خضع قردان يابانيان إلى تجربة قام بها العلماء بتجربة نشاط الـ “ثلاموس” وذلك بعرض صور لأفاعي وثعابين على القردين، ومن ثم عرض صور تحتوي على وجوه أنواع أخرى من القردة ومجرد أطراف لحيوانات أخرى. ومن بين 745 خلية عصبية في المهاد رصد العلماء نشاط 91 خلية عصبية، من بينها 37 تفاعلت مع صور الثعابين، ما اعتبره فريق البحث دليلا على عملية التطور في هذا الجزء من المخ، حتى أنه اصبح قادرا على انذار القردة من الأخطار المحدقة بها. دفعت نتائج هذه الدراسة العلماء القائمين عليها إلى التأكيد على أن البحث الذي أشرفوا عليه مهّد لاكتشاف أجزاء حيوية في مخ بعض الثديات التي أصبح باستطاعتها استشعار الخطر استنادا إلى ما يقع في دائرة البصر لديهم، كما أكد المختصون أن هذه النتائج “فريدة من نوعها”. كما يرى العلماء أن ما توصلوا إليه يعتبر نقلة نوعية على طريق اكتشاف عملية التطور التي واكبت الثديات على اختلاف أنواعها.