إنذار على يد محضر لـ”مرسى” لوقف التصالح مع رموز مبارك بقضايا الفساد
تقدم كل من محمد عبد الوهاب، وياسر سيد أحمد، وحاتم داوود، وطارق العجمى المحامين الممثلين لاتحاد محامى ثورة مصر، بإنذار على يد محضر ضد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، يطالبه فيه بإلغاء المرسوم بقانون الذى يجيز التصالح فى قضايا الفساد والأموال العامة مع رموز النظام السابق.
وقال الإنذار، الذى حصلت “اليوم السابع” على نسخة منه، إنه بسيناريو جديد يعيد للأذهان غياب السياسة والرؤية القانونية التى افتقدناها على مدار عقود سابقة، وفى ظلمة الليل خلسة، وافتئاتا على السلطة التشريعية، وخرقا لمبدأ الفصل بين السلطات، واعتداء على مبدأ المشروعية، وقبل انعقاد مجلس الشعب المنتخب فى 23 يناير الماضى، أى قبل تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، السلطة التشريعية لمجلس الشعب المنتخب، بأيام معدودة مما يقطع بسوء النية، سارع المجلس العسكرى بإصدار مراسيم بقوانين سيئة السمعة، وكان أخطر المرسوم بقانون رقم 4 لسنة 2011 والخاص بتعديل قانون ضمانات وحوافز الاستثمار الصادر بالقانون رقم 8 لسنة 1997 والذى يتيح التصالح فى جرائم الاستيلاء على المال العام.
وأوضح الإنذار أن المرسوم صدر فى 3 يناير الماضى، أى قبل انعقاد مجلس الشعب بعشرين يوماً مخالفا للدستور والقانون والقواعد القانونية والدستورية المستقرة، لأن هذه المراسيم تصدر وفقا للضوابط والأسباب التى يقررها القانون والدستور والتى جسدتها المادة 147 من دستور 1971.
وباستعراض نص المادة المتقدمة نجد أنها اشترطت لصدور مرسوم بقانون فى غيبة السلطة المختصة وهى البرلمان، أن يكون هناك ضرورة ملحة لإصداره، وهو ما لم يتوافر فى هذا المرسوم، لأن هؤلاء اللصوص يسرقون ثروات المصريين منذ عقود وكان يجب أن يُعرض أمرهم على مجلس الشعب المنتخب صاحب الولاية فى ذلك إلا أنه لم يحدث ولم تُعرض هذه المراسيم على المجلس فى أول اجتماع لإقرارها أو إلغائها وفقا للدستور وللمبادئ الدستورية المستقرة، وهذا يؤكد أن هذا المرسوم اللقيط ولد منعدما”.
واعتبر الإنذار أن القانون الذى يشترط للتصالح أن يرد المستثمر الأموال أو المنقولات أو الأراضى أو العقارات محل الجريمة أو ما يعادل قيمتها السوقية وقت ارتكاب الجريمة إذا استحال ردها العينى، على أن يتم تحديد القيمة السوقية بمعرفة لجنة من الخبراء يصدر بتشكيلها قرار من وزير العدل، وليس القضاء، وهو ما يفتح باب تدخل الحكومة فى الموضوع برمته، وهذا يُعد تدخلا سافرا فى عمل السلطة التشريعية.. على أن يلغى هذا القانون كل حكم يخالف أحكام هذا القانون، تحصينا للصوص النظام السابق وشركائهم الأمر الذى يؤكد بجلاء أن الغرض من هذا المرسوم بقانون هو المنعدم، إيجاد مخرج قانونى لمجرمى النظام الساقط، ممن أفسدوا البلاد، واستولوا على ثروات الشعب المصرى، وتحصينهم من المسائلة والعقاب وهذا ما لم نتركه يتحقق بأى حال من الأحوال.
وطالب الإنذار رئيس الجمهورية بصفته القائم بسلطة التشريع بإلغاء هذا المرسوم بقانون اللقيط المنعدم وما ترتب عليه من آثار إرساء للعدالة.