انطلاق ورشة إعلام صديق للطفولة بسلطنة عمان

كتب – أحمد عجمي
تواصلا لسلسلة الورش التي يعقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية بالشراكة مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، في إطار مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، انطلقت صباح اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 بالعاصمة العمانية مسقط ، ورشة عمل “إعلام صديق للطفولة”، وذلك بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس ومكتب اليونيسف بسلطنة عمان، وذلك بمشاركة ما يقرب من 30 إعلامي يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية العمانية، وعدد من الوزارات والمؤسسات الوطنية المعنية.
هدى البكر:
سنعمل على وضع معايير للتعامل الآمن للأطفال مع البيئة الرقمية وتمكينه بمهارات البحث والتفكير الناقد والإبداع والتواصل الفعّال.
أشارت هدى البكر نائب أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمتها الافتتاحية بالورشة بإننا اليوم أمام مشهد إعلامي يتسم بتدفق غير مسبوق للمعلومات وانفتاح واسع عبر الوسائط الرقمية، مع ازدياد تأثير المحتوى على سلوك الأطفال وقيمهم وهويتهم وبناء شخصياتهم. فبينما يفتح الإعلام الرقمي أبوابًا واسعة للمعرفة والإبداع والابتكار، فإنه يحمل أيضًا مخاطر عدة: من المحتوى غير الملائم أو الضار، إلى التنمر الإلكتروني، وصولًا إلى العنف والاستغلال في الفضاء الرقمي. لذلك فإن الإعلام الصديق للطفولة هو الإعلام المهني الذي يحترم حقوق الطفل وكرامته وخصوصيته، ويعزز قيم الهوية والانتماء والتسامح والاحترام والتفكير النقدي، ويمكّن الطفل من المشاركة والتعبير عن رأيه بطريقة آمنة ومسؤولة، ويدعم الأسرة والمجتمع بمحتوى معرفي رصين يعزز التربية والوعي. مضيفة بأنه انطلاقًا من إدراكنا لهذه التحولات، سنسعى في المجلس مع شركائنا إلى أن يشهد المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي في الفترة المقبلة نقلة نوعية تتواءم مع التطورات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة، عبر الدفع نحو قواعد ومعايير للتعامل الآمن للأطفال مع البيئة الرقمية، وتمكين الطفل بمهارات البحث والتفكير الناقد والإبداع والتواصل الفعّال.
جميلة جداد:
الإعلام شريك أساسي في تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الطفولة
وكانت قد افتتحت اعمال الورشة سعادة جميلة جداد المديرة العامة المساعدة للمديرية العامة للتنمية الاسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، مشيرة إلى أن الورشة تأتي في إطار الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان بحقوق الطفل، انطلاقاً من مقاصد الشريعة الإسلامية وانسجامًا مع التزاماتها الدولية والوطنية، وفي مقدمتها اتفاقية حقوق الطفل التي انضمت إليها سلطنة عمان، والاتفاقيات والمواثيق الأخرى ذات العلاقة بحقوق الانسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص، حيث ترجمت تلك الالتزامات من خلال قوانينها وتشريعاتها وخططها وبرامجها الاستراتيجية، كما حرصت على التزامها بإعداد التقارير الأولية والدورية التي ترصد التقدم المحرز في مجال حقوق الطفل، وما يرد إليها من ملاحظات وتوصيات دولية للجنة حقوق الطفل، لا سيما التوصيات الختامية المتعلقة بنشر الوعي بصورة منهجية عن الاتفاقية والبروتوكولين الاختياريين في أوساط الفئات المهنية والعاملين مع الأطفال ومن أجلهم. وتأتي ايضا إيماناً بالدور المحوري للأعلام كشريك أساسي في تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الطفولة، لما يمتلكه من أدوات مؤثرة وقدرة على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وإسهام فاعل في نشر ثقافة داعمة لحقوق الطفل وحمايته ورعايته.
الوزير مفوض لبنى عزام :
للإعلام دوراً محورياً في الاستثمار في الطفل الذي هو استثمار في مستقبل الأمة في حين أكدت الوزير مفوض لبنى عزام مديرة إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، إلى أن هذه الورشة تأتي انعكاسًا لاهتمامنا المشترك بقضايا الطفولة العربية، وتعزيز دور الإعلام كأداة بنّاءة في حماية الطفل وتنمية وعيه وتمكينه، وإدراكنا منا بان تزايد تأثير الإعلام التقليدي والرقمي في حياة أطفالنا يجعل مسؤوليتنا أكبر في توفير المعرفة والمهارة اللازمة للإعلاميين، لضمان أن يكون الإعلام العربي شريكًا حقيقيًا في حماية حقوق الطفل، لا سيّما في ظل التطورات التقنية المتسارعة، واتساع رقعة الفضاء الرقمي الذي بات الأطفال جزءًا أساسيًا منه.مضيفة بأن جامعة الدول العربية تؤمن بأن الاستثمار في الطفل هو استثمار في مستقبل الأمة، وأن للإعلام دوراً محورياً في هذا الاستثمار، من خلال تعزيز ثقافة حقوق الطفل، ونشر الوعي المجتمعي، وتوفير بيئة إعلامية آمنة، داعمة، ومسؤولة، وونحن على يقين بأن التعاون القائم بين جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية، والشركاء الوطنيين في سلطنة عمان، وخبرائنا الأفاضل من مختلف الدول العربية، سيُسهم في دعم الجهود الرامية إلى تطوير إعلام عربي أكثر وعياً بقضايا الطفل.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة لوزارة الإعلام العمانية من الأستاذة امل بنت علي المسعودي رئيسة قسم المنصات الالكترونية بالمديرية العامة للاعلام الالكتروني بالوزارة، حيث أكدت أن الورشة اﻟﯿﻮم تضع ﺧﺎرطﺔ طﺮﯾﻖ، وﻣﺴﺎرا مهنيا أﻛﺜﺮ وﻋﯿﺎ ﻓﻲ آﻟﯿﺎت اﻟﻄﺮح واﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﻌﻤﺎﻧﻲ، وموضحة جهود مركز التدريب الإعلامي لصقل مهارات ومعارف الإعلاميين وتمكينهم لطرح قضايا الأطفال وتناولها بشفافية.
في حين اعرب الدكتور بلال الكسواني مديرالبرامج بمكتب اليونيسف في سلطنة عمان عن اعتزازه بهذه الشراكة المميزة، داعيا الإعلام إلى القيام بأدواه نحو تحفيز الوعي وبناء شخصية الطفل، فضلا عن حمايته من التغييرات القائمة مثل الرقمنة، فلابد من حماية وبناء وتمكين الطفل العربي ليكون الإعلام صديقا ومناصرا للطفل.
وقد تناولت الورشة في يومها الأول التعريف باتفاقية حقوق الطفل وعلاقتها بالإعلام، والإعلام والطفل في عصر الثورة الرقمية للمكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عضو مجلس الدولة ورئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس،، . في حين يشهد اليومان القادمان عددا من المحاور منها تطبيق لمبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل، وتصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية من خلال الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأي العام، والأطفال واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأستاذة ريتا كرم الخبيرة في مجال سلامة الأطفال على الإنترنت.
تستمر أعمال الورشة خلال الفترة 8 – 10 ديسمبر 2025 بهدف إكساب الإعلاميين خلفية معرفية حول حقوق الأطفال وقضاياهم، وكيفية تضمين ذلك في الرسائل والبرامج الإعلامية، بهدف رفع وعي المجتمع وصانعي القرار بقضايا الطفولة وحقوقهم وحمايتهم.