من أجل نهضة اقتصادية شاملة

بقلم / ياسر غنيم مستشار التصدير بالاتحاد العام لرجال الأعمال والمستثمرين العرب
من أجل نهضة اقتصادية شاملة… ومن أجل بناء وطن يليق بأحلامنا،
يجب أن نبدأ من حيث تبدأ النهضات الحقيقية: من الداخل.
فلا اقتصاد ينهض باستثمارات مستوردة وحدها،
ولا تنمية تُبنى على دعمٍ خارجيّ فقط.
بل إن اللبنة الأولى في صرح الاقتصاد الحقيقي… هي المستثمر المحلي.
المستثمر المصري…
هو من يرى في كل أزمة فرصة،
وفي كل تحدٍ مسارًا جديدًا للنجاح،
وفي كل خطوة مخاطرة محسوبة من أجل غدٍ أقوى.
هو أول من آمن،
وأول من خاطر،
وأول من قرر أن لا ينتظر الضوء الأخضر من الخارج،
بل أن يكون هو الضوء، وهو البداية.
دعم المستثمر المحلي ليس مجاملةً ولا محاباة…
بل قرارٌ وطنيٌّ استراتيجي، لا نهضة بدونه.
فهو من يُشغّل الأيادي المصرية،
ويرفع المنتج المصري،
ويضع اسم مصر في الأسواق، لا كمستهلك، بل كصانع ومصدر ومنافس.
وعندما ينجح المستثمر المصري على أرضه،
لن نحتاج إلى شعارات،
ولا إلى حملات تسويق خارجيّة،
فكل مشروع ناجح…
وكل مصنع قائم…
وكل منتج يحمل “صُنع في مصر”…
هو أقوى شهادة حقيقية لثقة العالم في اقتصادنا.
نعم، الاستثمار لا يُستورد… بل يُزرع في أرضنا،
ويُروى بإرادة المصريين،
ويثمر إنجازًا يصل صداه إلى كل دولة، وكل سوق، وكل شريك محتمل في العالم.
المستثمر المصري هو النواة الصلبة للنهضة الاقتصادية،
هو ركيزة الاستقلال الاقتصادي،
هو العمود الفقري لاقتصاد الإنتاج لا الاستهلاك.
ومن هنا…
وجب على الدولة، وعلى المجتمع، وعلى كل صاحب قرار،
أن يجعل من دعمه أولوية،
ومن تمكينه مسؤولية،
ومن نجاحه هدفًا مشتركًا.
لأننا حين نصنع مستثمرًا ناجحًا في الداخل،
فإننا نرسم طريق وطنٍ لا يكتفي بالحلم،
بل يصنعه… ويصدره للعالم.