«هتلر يعود من جديد».. خفافيش العنصرية تطارد المسلمين في أوروبا

لا تزال الأفكار النازية تعبر عن وجودها من حين إلى آخر في المجتمع الألماني من خلال القيام بتحركات ميدانية تطالب بطرد الأجانب.

والنازيون الجدد حركة متطرفة عنصرية
سياسية ايديولوجية توصف بـ«النازية» وتسمى أيضا بـ«الفاشية الجديدة» التي
نشطت في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء.

حليقي الرؤوس

تعرف هذه الحركة بإتباع أهداف ومبادئ
الحركة النازية تحت قيادة هتلر، ويعتبر هذا المنهج الفكري في أوروبا
وأمريكا وبعض دول العالم والذي يحمله جماعات ما يسمون بـ«حليقي الرؤوس»
بمعاداة كل من هو ليس أبيض البشرة، ويعيش في بلدانهم، بحجة انهم يهددون
بتغيير طبيعة مجتمعاتهم أو انقراضهم.

وتعتبر ألمانيا المنبع للفكر النازي حيث
تتواجد هذه الجماعات من جميع فئات الشعب الألماني ومختلف الاعمار في بعض
المدن ويتم دعم هذه الجماعات من بعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ
في البرلمان الألماني.

حيث شهد الغرب الألماني بعضا من التعبيرات
النازية المتمثلة في المسيرات الحاشدة رفعت فيها شعاراتهم المعهودة،مما
جعل القوى المعارضة تعبر عن رفضها لتلك المطالب العنصرية من خلال الخروج
إلى الشارع والوقوف ضد طموحات النازيين الجدد.

انتشار «الإسلاموفوبيا»

ففي منتصف 2013 احتشد حوالي ألف شخص
بمدينة «دورتموند» غرب ألمانيا للتظاهر ضد تطرف النازيين الجدد، وقالت
السلطات إن مسيرات للنازيين الجدد ومسيرات مناهضة لهم مرت في معظمها بسلام
إلا أنها شهدت بعض العنف قبيل نهايتها، ودفعت الشرطة بأعداد غفيرة لحماية
المسيرة المناهضة للنازيين الجدد.

وفى أواخر عام 2013 أعلن عدد من الطلاب في
جامعة أوديسا في أوكرانيا الإضراب ولم يتوجهوا الى مقاعد الدراسة احتجاجا
على مظاهر العنصرية التي تقوم بها مجموعات النازيين الجدد في مدينة أوديسا.

المشاجرة التي وقعت في أواخر العام الماضي
بين مشجعي كرة القدم من تيارات ما يعرف بـ«النازيون الجدد» ضد الإسلام
والمسلمين في ألمانيا أعادت التساؤل مرة أخرى عن انتشار «الإسلاموفوبيا»،
في أوروبا ضد المسلمين، خاصة مع ظهور داعش، بحجة نمو الإسلام المتطرف.

اضطهاد المسلمين

وتحول التوتر بين اليمين المتطرف
والمسلمين في ألمانيا إلى ظاهرة معادية في الآونة الأخيرة، واعتبره خبراء
ألمان تعبيرًا عن «العداء للسامية»، ولكن ضد المسلمين، وقال مسئولون في
الشرطة إن ذلك الخطر يُشكل خطرًا حقيقيًا.

لم يقتصر هذا العداء بالاعتداء فقط على
المسلمين، ووصل الأمر إلى الاعتداء على المساجد هناك ة و التى تتمثل في
بوضع رؤوس خنازير عليها، أو تلطيخها، أو حتى إشعال الحرائق فيها ليلًا،
فضلاً عن الدعوة لكراهية المسلمين عمومًا، وإبعادهم عن ألمانيا.

واستخدم النازيون الجدد او اليمين المتطرف
اساليب جديدة لمحاربة الإسلام عن طريق نشر أفكاره العنصرية بسهولة
والتحريض على المسلمين باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تتمثل في
عصابات ترويج لهم.

سموم التطرف

وقال التقرير السنوي لمركز التكوين
السياسي الاتحادي الألماني حول نشاط اليمين المتطرف على شبكة الإنترنت، إن
النازيين الجدد يدسون سمومهم المتطرفة في قالب ثقافي جذاب وممتع، بعيدًا عن
استعمال الشعارات البالية؛ إذ يقومون بالاختباء وراء واجهة جذابة للتمويه،
تتماشى مع أهواء الشباب الألمان واهتماماتهم، وتوجيههم للتطرف النازي ضد
المهاجرين المسلمين.

في الوقت نفسه أشارت منظمة حماية حقوق
الشباب” إلى مخاطر الإنترنت، وتأثيره على الوعي الاجتماعي للشباب هناك، إذ
لاحظت أن انتشار مقاطع الفيديو المحرضة على العنف والكراهية ضد الأقليات،
قد ارتفع بشكل مطرد، وأصبح التحريض ضد الأقليات في ألمانيا، خصوصًا
المسلمين، يتم في بعض الأحيان بشكل مباشر.

وقال أيمن مزيك، رئيس المجلس الأعلى
للمسلمين في ألمانيا في تصريحات صحفية أنه لا يوجد، حتى الآن، في تصنيف
الجرائم السياسية في ألمانيا، فئة معاداة الإسلام أو معاداة المسلمين،
فكلاهما يتم تصنيفهما رسميًا تحت جرائم كراهية، أو “كراهية الأجانب.

مشيراً إلى أن اللجنة الأوروبية لمناهضة
العنصرية والتعصب (ECRI) التي شكلها المجلس الأوروبي عام 1993 اشارت إلى
أوجه القصور الألماني في مكافحة العنصرية، وقالت: ” إن نظام تدوين وتعريف
العنصرية ومعاداة الأجانب، تحتاج إلى إصلاح”.

المسلمون غاضبون

الملفت للنظر ان المسلمين في المانيا
غاضبون مما يقوم به تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية “الدولة الإسلامية
داعش، وبحسب صحف وفضائيات ألمانية يقومون كل فترة بمظاهرة في أحد المدن
الألمانية، بعد صلاة الجمعة، للتعبير عن رفضهم لما تفعله داعش، وما يفعله
النازيون بالمقابل من إرهاب باسم الدين.

في معركته الحالية في انتخابات مجلس
المدينة والفدراليات في ألمانيا، تنتشر لافتات لحزب “النازيين الجدد ” يحمل
بعضها صورة لفتاة شقراء بعينين زرقاوين تقابلها صورة لفتاة سمراء بعينين
بنيتين ونقاب، كتب بجوارها “ماريا بدلاً من الشريعة”

وعلق بعض الألمان عن مخاوفهم من خطورة هذه
اللافتات، بقولهم “لا تعليق على أفعال النازيين الجدد، لا نقاش معهم، هم
رفعوا هذه اللافتات ونحن رفعنا شعارنا. لا مكان للنازية في منطقتنا، إنها
لافتات خبيثة لكسب الأصوات من خلال التحريض على كراهية الأجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *