المستشارة الإعلامية المصرية ببكين : القوة العربية المشتركة لها دور مهم في مكافحة الإرهاب إقليميا

قالت هدى جاد الله المستشارة الإعلامية المصرية لدى بكين  ان مصر حققت تقدما كبيرا على صعيد الأمن والاستقرار مقارنة بما كانت عليه منذ عامين فقط رغم ما شهدته مؤخرا من أحداث عنف وإرهاب، لافتة إلى أن القوة العربية المشتركة المزمع تشكيلها يمكن أن تصبح درعا واقيا إزاء حالة الإرهاب التي يعاني منها عدد من الدول العربية حيث من المتوقع اعتماد البروتوكول الخاص بها قبل نهاية يوليو الجاري بعد استطلاع اقتراحات وآراء الدول المشاركة في القوة في البروتوكول ومناقشتها قبل اعتماده.

وقالت هدى جاد الله في مقابلة مع وكالة أنباء “شينخوا” الصينية  إن “حادث الاغتيال الذي وقع يوم الاثنين الماضي وأودى بحياة النائب العام المستشار هشام بركات جريمة مروعة جديدة تقترفها جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية الأخرى المنبثقة منها”، مضيفة أن “استهداف النائب العام تحديدا كأحد أرفع رموز القضاء في مصر هو تأكيد جديد على رفض هذه الجماعة الإرهابية لدولة القانون”.

وأكدت أن تكاتف الشعب المصري مع قوات الأمن يضمن إحباط العمليات الإرهابية كما ظهر بوضوح في إحباط العملية الإرهابية التي كانت تستهدف معبد الكرنك في الأقصر، وقالت إن إحباط هذه العملية يبين أن هناك تأمينا كبيرا للمناطق السياحية نظرا لكون هذا القطاع يشكل أهم موارد الاقتصاد المصري.

وأشارت إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهودا كبيرة في تأمين المنشآت العامة والمناطق الحيوية. كما تعمل علي تجفيف بؤر التطرف والإرهاب في سيناء، وحماية الحدود وتأمينها لمنع تهريب الأسلحة التي يمكن أن تستخدم في الأعمال الإرهابية ، مضيفة أن الدولة تعمل أيضا على القضاء على الفوضى التي تهدد الأمن والممتلكات من خلال قانون تنظيم التظاهر الذي يقنن الخروج في مسيرات ويمنعها من التحول إلي أعمال شغب أو عنف أو تدمير للممتلكات.

وقالت  إن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة المصرية للقضاء على الإرهاب تقع في سياق القانون حيث أن فرض الانضباط والنظام سيضمن الاستقرار وكذا تضاؤل هذه الأعمال الإرهابية حتى تختفي تماما، مشيرة إلى أن ما تفعله مصر الآن هو محاولة لفرض النظام وضبط الأمور التي كادت تخرج عن السيطرة في السنوات الماضية وإعادة الدولة المصرية إلى الأمان والاستقرار من أجل المصريين والقادمين إلى مصر.

وذكرت أن سلسلة الأعمال التي تقع في مصر مرتبطة بالأعمال الإرهابية التي تحدث في دول مختلفة من العالم وأن التتابع الزمني بين الأحداث التي وقعت في الكويت وتونس وحتى فرنسا يوضح وجود ترابط بين هذا الفكر الإرهابي على مستوى العالم، مشددة على أن الأعمال الإرهابية التي حدثت في مصر لن تؤثر على الاستقرار والتفاف المجتمع المصري حول قادته.

وأوضحت أن نشر أيديولوجيا الإرهاب عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يخلق ظاهرة خطيرة للغاية تسمى ظاهرة “الذئب المنفرد”، قائلة إن الفكر عندما يكون متطرفا وإرهابيا يمكن أن يصبح أداة أكثر خطورة من الأسلحة لأنه يستهدف قطاعات كبيرة من مختلف المجتمعات وخاصة طائفة الشباب التي يمكن التأثير عليها واجتذابها.

وحول القوة العربية المشتركة التي طرح فكرة تشكيلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتبنتها جامعة الدول العربية، ذكرت هدى جاد الله أنها هدف كان العرب يريدون تحقيقه منذ وقت طويل، وقد أصبح الآن ضرورة ملحة في ضوء تزايد المخاطر الإرهابية والكيانات التي ليست دولاً لكنها تقوم بدور سلبي بالغ الخطورة على المسرح الدولي.

وأضافت أن القوة العربية المشتركة، التي من المتوقع التوقيع علي البروتوكول الخاص بها في وقت قريب، سيكون لها دور مهم في الحرب ضد الإرهاب علي المستوى الإقليمي نظرا لأن التنظيمات الإرهابية الحالية تنظيمات دولية عابرة للحدود ومكافحتها تتطلب تعاونا علي المستويين الإقليمي والدولي.

ولدى سؤالها عن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي انضمت مصر إليه كعضو مؤسس في 14 أبريل2015، أشارت هدى جاد الله إلى أنه مبادرة عظيمة باقتدار أثارت إعجاب العالم كله وخير دليل على ذلك إقبال عدد كبير من الدول للانضمام إليه في وقت قصير للغاية، وهذا يبرهن على أن الصين عملاق اقتصادي.

وقالت إن الصين، باعتبارها دولة نامية كبرى، تعد أكثر إدراكا لمشكلات الدول النامية واحتياجاتها، ومن ثم فإن القواعد والمبادئ المنظمة لهذا البنك ستراعي هذه الاحتياجات، لافتة إلى أن تخصص البنك في استثمارات البنية التحتية أمر يصب في صميم مصلحة كل من المستثمر والمقترض.

وذكرت أن “البنك هو مكمل للمنظومة المالية على مستوى العالم وليس منافسا على الإطلاق وبالتالي فهو مبادرة جاءت في الوقت المناسب لسد احتياجات حقيقية لدى الدول الأعضاء “، مضيفة أن “خبرة الصين في مشروعات البنية التحتية ستكون عاملا داعما لمختلف الدول الأعضاء بالبنك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *